بحث في المدونة

الخميس، 21 فبراير 2019

الرئيسية الفلاح الفصيح .. وطرق النصب والتفاريح ..!!

الفلاح الفصيح .. وطرق النصب والتفاريح ..!!




في قريةٍ قريبةٍ من البحر ، كان هناك فلاح يعيش مع زوجته ، وكان هذا الفلاح يعيش في فقرٍ مدقع ، وكانت زوجته تشتكي وتتذمر باستمرار من حياتها الصعبة.

بعد تفكيرٍ عميق وطويل ، قرر هذا الفلاح مع زوجته أن يقوما بعدة عمليات نصب ، للحصول على بعض المال ، وكان صاحبنا الفلاح داهية في ذكائه ، لكن مشكلته أنه كان متسرعاً قليلاً ، فقرر أن يشتري حماراً من احد الأصدقاء ، واتفقا على دفع قيمة الحمار بالتقسيط.

قام الفلاح بعد ذلك بحشي فم الحمار بالدنانير "الحديدية" ، وذهب ليتمشى بالحمار في السوق ، فأخذ الحمار يتقيأ ، وطبعا كانت النقود تخرج من فمه !! فرآه بعض التجار في السوق ، فسألوه: ما الذي يجري لحمارك ..؟؟ فقال بكل هدوء وثقة: إنه كما ترون يخرج "النقود" ، ولكن في السابق كانت كمية النقود أكثر بكثير ، ولكن بعد أن هَرِم الحمار قلّت كمية النقود ..!!

فقال أحد التجار: أتبيع الحمار ..؟؟
فقال الفلاح: إنه مصدر رزقي ، وسيكلفك الكثير ..!!
فقال التاجر: سوف أدفع ما تريده.
فقال الفلاح: أريد (1000) دينار ذهب ..!!
فوافق التاجر ، ودفع المبلغ ، وأخذ الحمار ..!!

ذهب الفلاح إلى بيته ، وقال لزوجته: لقد بعت الحمار ، ولكن المشكلة أن من اشترى الحمار سوف يكتشف الخدعة ، فما العمل ..؟؟

قرر الفلاح مع زوجته أن يقوما بخدعةٍ جديدة ، وبالفعل مات الحمار عند التاجر بعد أن اشتراه بيوم واحد ..!! فأخبر التاجر أصدقائه بالقصة ، فقالوا له: إنه نصاب ويجب أن ينال جزاءه ، فذهبوا إلى بيت الفلاح وطرقوا الباب بقوة ، فخرجت زوجته وقالت: ما المشكلة ..؟؟ فقالوا لها: نريد زوجك في الحال ، فقالت لهم الزوجة: إنه ذهب إلى البلد المجاور ، وإذا كنتم تريدونه بأمرٍ هام فسأستدعيه في الحال ، فقالوا: كيف ..؟؟ فقالت لهم: إن عندي كلبٌ وفيٌّ ، كلما احتجت زوجي بأمر هام فإنه يذهب إليه ويخبره ، فيعود زوجي في الحال ..!! فضحك الرجال وقالوا: هذا أمرٌ عجيبٌ ، فأرينا ما أنتِ صانعة ..؟! ففكت الزوجة حبل الكلب ، ففرّ الكلب هارباً إلى جهةٍ غير معلومة ، وما هي إلا دقائق حتى عاد الزوج مع كلب آخر ، يشبه الكلب السابق تماماً ، فقال لزوجته: خير يا زوجتي العزيزة ..؟؟ فقالت: هؤلاء القوم يريدونك بأمرٍ هام ، فقال له التاجر: نعم ، لقد أتيتُ إليك لكي اشتري هذا الكلب العجيب ..!! فقال له الفلاح: إن ثمنه غالي جداً ، فهو بمثابة "الموبايل" للحالات الطارئة ، فقال التاجر: سأدفع لك ما تريد ..!! فقال الفلاح: ثمنه (3000) دينار ذهب ، فوافق التاجر بدون تردد ..!!

قالت الزوجة للفلاح: نحن في ورطة ، سيكتشف التاجر الخدعة ، فقال الزوج: لا عليكِ.

ذهب التاجر إلى البيت وهو سعيدٌ بالكلب العجيب ..!! ، فأخبر زوجته بأمر الكلب ، فقالت الزوجة: فلنجربه ، وبالفعل حلّوا وثاقه ، فهرب الكلب ولم يعد ..!! فعلِم التاجر أنه وقع ضحيةً لعملية نصب كبيرة ، فغضب غضباً شديداً ، وذهب مع اثنان من أصدقائه إلى الفلاح ، وطرقوا الباب بقوة ، ففتحت زوجة الفلاح الباب ، فقالوا لها: أين زوجك ..؟؟ فقالت: لقد خرج وسيعود في الحال ، وبعد انتظار نصف ساعة حضر الزوج ، وقال لزوجته: ألم تضيفي الرجال حتى الآن ..!! فقالت الزوجة: هؤلاء ضيوفك ، فقم واعمل الواجب معهم بنفسك ..!! فغضب الفلاح وأخرج سكيناً من جيبه ، وطعن زوجته ، وأخذت الدماء تسيل منها - طبعا هذه "خدعة" جديدة - فقال الرجال: هل أنت مجنون ..؟؟ تقتل زوجتك لأنها لم تضيّفنا ..؟؟ فقال: هي كذلك ، كلما أغضبتني .. أقتلها ..!! فقالوا: وهل قتلتها من قبل ..؟!! فقال الفلاح: نعم ، فضحكوا جميعاً وقالوا: لا شكّ أنك مجنون ، كيف قتلت زوجتك من قبل ..؟؟!! فأخرج من جيبه "صفارة" ، وأخذ يصفر بها ، فقامت الزوجة وكأنها لم تقتل ، فتعجب التاجر وقال له: أريد أن اشتري هذه الصفارة ، فقال له الفلاح: إن ثمنها (10000) دينار ذهب ، فوافق التاجر ..!!

ذهب التاجر مع أصدقائه ، فقال له أحدهم: أريد أن أجرب هذه الصفارة مع زوجتي ، فأعطاه التاجر الصفارة ، وبالفعل قتل الرجل زوجته ، وأخذ يصفر طوال الليل ، ولكن لا حياة لمن تنادي ، فالزوجة قد ماتت فعلاً  ..!!

وفي الصباح ، ذهب التاجر لصديقه وقال له: ما أخبار الصفارة ؟؟ فقال له الصديق: إنها عجيبة وفعّالة ..!! (طبعا كان يخشى أن يفتضح أمره) ، فقال التاجر: إذن سأستعملها أنا هذه الليلة ، وبالطبع تكررت المأساة ، وأخذ التاجر الصفارة ، وذهب إلى زوجته ، واختلق معها مشكلة .. وقتلها ..!! وأمسك بالصفارة وأخذ يصفر ، ولكن دون جدوى ، فقد ماتت هي الأخرى ..!!

غضب التاجر ، وذهب إلى أصدقائه وأخبرهم بالأمر ، فقال له الأصدقاء: ماتت زوجاتنا ، وهذا الفلاح نصابٌ خطير ، كلما ذهبنا إليه بأمرٍ ، خرجنا بأمرٍ آخر ، فأخبر التاجر أهل القرية بالأمر ، فقرر أهل القرية الانتقام من الفلاح ، وذهبوا إلى منزله ، فخرج الفلاح ومعه خدعةً جديدة ..!! ولكن قبل أن يتكلم قاموا بتقييده ، ووضعوه في كيس "خيش" ، وذهبوا به إلى "البحر" لكي يرموه هناك ويتخلصوا من شروره ..!! ، وعند الظهيرة قرر الأهالي أن يأخذوا قسطاً من الراحة في ظلال الأشجار القريبة من البحر ، فناموا جميعاً ..!!

سمع الفلاح صوت أغنام قريبة منه فأخذ يصيح: لا أريد أن أتزوج بنت الملك ، لا أريد أن أتزوج بنت الملك ، فدفع الفضول راعي هذه الأغنام ، فاقترب من الكيس وفتحه ، فقال للفلاح: ما الأمر ..؟؟ فقال له الفلاح: لا أريد أن أتزوج بنت الملك ، فلي ابنة عم أحبها ، ولا أرغب الزواج بغيرها ، فقال له الراعي: هل أنت مجنون ..؟؟ أترفض بنت الملك ..!! فقال الفلاح: إن كنت تريد ذلك ففك قيدي وادخل الكيس ، وأنا سوف أحرس أغنامك إلى أن تعود ..!! ففرح الراعي بالأمر ، وبالفعل دخل الراعي الكيس ، فقام الفلاح بضربه على رأسه فأغمى عليه ، ومن ثم شدّ وثاق الكيس ..!!

عند العصر ، ذهب أهل القرية بالكيس إلى البحر وألقوا به هناك ، وعادوا إلى القرية.


في اليوم التالي ، رجع الفلاح إلى القرية ومعه الكثير من الأغنام ، فتعجبوا للأمر ، وقالوا له: ما الذي حدث ؟؟ ومن أين لك كل هذه الأغنام يا "هلس" ..؟؟ ، فقال لهم: لقد رميتموني في البحر ، ولكن كنت قريباً من الشاطئ ، فأعطتني "حورية" البحر هذه الأغنام ..!! ، ولكن لو كنتم رميتموني أبعد ، لكنت حصلت على أغنام أكثر ..!! فقال له
أهل القرية: أئذا ذهبنا إلى البحر هل سنحصل على أغنامٍ وأنعامٍ ..؟؟ فقال الفلاح: نعم ، ولكن حاولوا أن تبتعدوا لكي تحصلوا على أغنام أكثر ..!!

وبالفعل ، ذهب كل أهل القرية إلى البحر ، و"انتحروا" وهم لا يعلموا أنهم وقعوا في كيد نصاب محترف ..!! أما الفلاح ، فهاجر إلي مدينةٍ أخرى ، وعاش بها حياة سعيدة لا تخلو أيضاً من عمليات النصب والخديعة ..!!
يتم التشغيل بواسطة Blogger.