بحث في المدونة

الأحد، 10 سبتمبر 2017

الرئيسية قصة حزينة " أبي لا يكذب ..!

قصة حزينة " أبي لا يكذب ..!



أبي لا يَكذِب ..
أخبَرَني أنِّي ابتلعتُ دُودةً صَغيرة هَربَتْ مِن التُفاحة لجوفي ؛ قال لي اسْمها " السَّرطان " ..

لطَالما أخبرَني والدي ؛ أنّي أُشبه بَياض الثَلج في جَمالِها ..
ها أنَا اليوم آكُل مِن نفْسِ تُفاحتها !

قال لي ..
إنّ هذه الدُودة لاتُؤذي ..
هي فقطْ تنتشرُ في جَسدي رُويداً ؛ وتنهشُ منِّي لعلَ المِسكينةَ جائِعة !
أَنا الآن في غُرفة الإنعاش ..
وبعدمَا تُصبح إبرة السّاعة في الثالثة ؛ سيُدخلونَني لغرفةِ السِّينما التي بها مَصابيح عَديدة وسأنامُ ..َ
لطَالما كنتُ أنامُ في حُضنِ والدي عندما أُشاهد الرُسوم المُتحركة !
أخبَرَني والدي ..
أنَّ الرَجُل الوَسيم الذي يَرتدي قَميصاً أبيضاَ ؛ سُيمسكُ بالدُّودةِ اليَوم !
أنا الآن ..
أحمِلُ ربطَة شَعري الوَردية القَديمة في يدي !
وعَدَتني أُمّي أنَّ شَعري الحَريريّ الذي سرَقَته دُودةُ القَزِّ سيَعودُ لِيُنبت ، ويكون أطوَل مِن ذِي قَبل ..
بعدَ أشهرٍ قَليلة ؛ سيكونُ لي ظَفائرَ وَجديلة .. سأُصبحُ جَميلة !
وَعَدُوني ..
أنّي سأتَوقّف عن تَناول حبّاتِ الحَلوى التي أعطاني إياها الطَبيب !
أخبَرُوني ..
أنَّ حَلوى الكِيماوي - كَما يُسمونها - ستَشُفيني ..
لكنّها كُلَّ مَرةٍ كانت تقتُل شَعْري .. أنا أكرَهها كما أكرهُ الرياضيات ؛ بلْ أكثَر بِقَليل !
عَمَّتي التي تَزورني تَبكي في ُكُلّ مرّةٍ تَراني ..
أخبَرني والدي أنَّ تأثيرَ تَقشير البَصل يُلازمها ، لطَالما كانَت تَطهو طعاماً لذيذاً أُحبّه !
اشتَقتُ لِقطَّتي كثيراً ..
عِندما أعودُ ؛ سأُطْعِمها مِن حَلوى الكِيماوي التي كُنتُ أتنَاولها ، حتَى تتخلّصَ أُمّي مِن كُلِّ الشّعر الذي كانتْ تنثُره تلك القِطةُ ّفي البيت !
سأكونُ بِخَير ..
لأنَّ أبي لا يَكذِب !

( آسيا .. 
لروحكِ الطّاهرةُ الفُ سَلام )
يتم التشغيل بواسطة Blogger.